مهارات الاتصال الفعال

1. مقدمة

الاتصال هو وقود التفاعل الإنساني، فهو العملية التي بموجبها تنتقل الأفكار والمعلومات والمشاعر والخبرات بين الناس. فقد أصبح نجاح الإنسان في الحياة مرهون بقدرته على التواصل مع الآخرين؛ فنحن نتبادل معهم كميات ونوعيات ضخمة من البيانات والمعلومات، بداية من السؤال عن الأحوال إلى تبادل المشاعر ونقل الأفكار، واستعراض الأخبار وتناقل وجهات النظر، فالفرد يمضي يومه متحدثاً أو مستمعاً، أو قارئاً؛ لذا فهو منغمساً ومُحاصراً في كل مكان أو زمان بنشاط اتصالي ما، حتى ولو بلغة جسده. إذن فالاتصالات هي الجسر الذي يصل الإنسان بالآخرين، لذا لابد لنا من إتقان أساسيات ومهارات الاتصال الفعال حتى نستطيع تحقيق أهدافنا وتحسين علاقاتنا بمحيطنا الاجتماعي. وإذا انتقلنا إلى منظمات الأعمال سنجد أن التواصل هو قلب كل منظمة، فكل ما يتم إنجازه في مكان العمل ينتج عن التواصل. فالقراءة الجيدة والكتابة والتحدث ومهارات الاستماع والعرض وإدارة الوقت والاجتماعات والتفاوض جميعها مهارات ضرورية لنجاح المنظمة وتحقيق أهدافها. لذا فإن نجاح الإدارة يتوقف إلى حدٍ كبير على فاعلية الاتصال داخلها؛ فالاتصالات هي مفتاح الإدارة الرشيدة الفاعلة. وسنجد أن أكثر المنظمات نجاحاً في عالم الأعمال اليوم، هي التي تُدرك أهمية الاتصال على جميع المستويات والاتجاهات. فقد أصبح الاتصال الفعال ضرورة حتمية للمدير حتى ينجز مهامه الوظيفية بكفاءة؛ فلكي يخطط بشكل سليم، يجب أن تتوافر لديه القدرة على توصيل رؤيته بشكل سليم إلى العاملين،